ما هو علم اجتماع الثورات؟
ما هو علم اجتماع الثورات؟
هو دراسة الأسباب الاجتماعية والسياسية التي تؤدي إلى اندلاع الثورات، وتحليل آثارها على بنية المجتمع والدولة.
وينظر هذا الحقل إلى الثورة كتحوّل جذري في منظومة القيم والعلاقات في المجتمع.
فالثورة هي عملية تغيير عميق وشامل في البنية الاجتماعية والسياسية، تنشأ نتيجة خلل مزمن أو احتقان اجتماعي طويل الأمد.
بخلاف التمرّد أو الانتفاضة، تُحدث الثورة عادةً تحولاً في طبيعة السلطة السياسية، وفي نمط توزيع القوة والموارد، بل وأحيانًا في تصور المجتمع لنفسه وهويته.
يستند علم اجتماع الثورات إلى عدة نظريات لفهم نشوء الثورات وتطورها، أبرزها:
النظرية البنيوية: ترى أن الثورات تنشأ نتيجة لتفكك البنية الاجتماعية أو ضعف الدولة في تأمين الاستقرار.
نظرية الحرمان النسبي: تقول إن الثورات تحدث عندما يشعر الناس أن ما يحصلون عليه أقل مما يستحقونه أو يتوقعونه.
نظرية الحشد والتعبئة: تركز على أهمية التنظيم، والقيادة، والحركات الاجتماعية في تحويل السخط إلى فعل جماعي منظم.
ما هي الأسباب الاجتماعية للثورات؟
عدم المساواة الاجتماعية: تراكم الامتيازات في يد نخبة ضيقة وحرمان فئات واسعة من الموارد والفرص يولد شعوراً بالظلم والاستبعاد.
الأزمات الاقتصادية: الانهيار المالي، التضخم، والبطالة تؤدي إلى تآكل الشرعية الاجتماعية للنظام القائم.
القمع السياسي وفقدان الشرعية: عندما يُنكر على الناس الحق في التعبير أو المشاركة السياسية، فإن الشعور بالاحتقان يصبح قابلاً للانفجار.
ظهور طبقة وسطى ناشئة أو مهمشة: كثير من الثورات قادتها طبقات وسطى متعلمة شعرت بالإقصاء عن مراكز القرار.
تحولات ثقافية أو قيمية: التناقض بين القيم السائدة (كالحرية أو العدالة) وممارسات الدولة يؤدي إلى تفكك في العقد الاجتماعي.
مراحل الثورة من منظور سوسيولوجي
علم الاجتماع يرى الثورة كعملية تمر بمراحل، وليس كحدث لحظي:
مرحلة التراكم البنيوي: حيث تتراكم التناقضات داخل المجتمع.
مرحلة الانفجار: تتمثل في خروج جماهيري غير مسبوق.
مرحلة إعادة التشكيل: يعاد خلالها بناء المؤسسات وفق توازن قوى جديد.
مرحلة الاستقرار أو الارتداد: إما أن تستقر الثورة وتُنتج نظامًا جديدًا، أو تواجه ثورات مضادة تؤدي إلى انتكاستها.
آثار الثورة على المجتمع
تحولات في البنية الطبقية: قد تُفكك الثورة البنية الطبقية التقليدية أو تعيد توزيع السلطة والثروة.
إعادة صياغة الثقافة السياسية: تولد الثورة لغة سياسية جديدة، وشعارات، ورموزًا قد تعيد تعريف مفهوم المواطنة والانتماء.
تغيرات في مؤسسات الدولة: من الدستور إلى القضاء والتعليم، تمر المؤسسات بمرحلة إعادة هيكلة قد تستمر لعقود.