Sociology Arabic Logo
Instagram LogoTelegram LogoFacebook LogoYoutube Logo

الجغرافيا السياسية وعلم الاجتماع.. ما المشترك؟

الجغرافيا السياسية وعلم الاجتماع.. ما المشترك؟

كل دراسة لتفاعل الإنسان مع محيطه وبيئته هو من صميم الدراسات الاجتماعية والإنسانية. إذ تشترك كل العلوم الإنسانية والسياسية في دراسة الإنسان ضمن زوايا المجتمع، الجغرافيا، الاقتصاد، التنظيم السياسي.. الخ.

ولفهم الظاهرة السياسية والمجتمعية في بلد ما، فعلينا أن نفهم الجغرافيا والتاريخ أولاً. فالمجتمع هو مجموعة من الأفراد تتواجد في جغرافيا معينة. وهذا يستدعي للباحث أن يفهم طبيعة البيئة الجغرافية التي تحيط بالمجتمع وما تتركه من آثار وانطباعات عليه. ومن ثم، على الباحث أن يفهم التاريخ الذي كوّن شخصية الفرد والمجتمع ضمن النطاق الجغرافي.

إذن، وحدة الدراسة في علم الاجتماع هي المجتمع والإنسان. بينما وحدة الدراسة في الجغرافيا السياسية هي الدولة. والمشترك يبرز في الترابط المباشر بين الدولة والمجتمع. حيث لا يمكن فهم الدولة بدون فهم المجتمع. ولا يمكن فهم المجتمع بدون أن نفهم طبيعة الدولة فيه. وكلاهما (المجتمع والدولة) ينبتان أساسًا من جوهر الجغرافيا والتاريخ.

هل فكرت يوماً لماذا نرى في بعض البلدان دولة تحكمها القبيلة؟ وبينما نرى في دولة أخرى من يحكمها هم رجال الدين؟ إذن نستنتج أن فهم ظاهرة السياسة والمجتمع هو فهم مترابط ضمن القواعد الثابتة (الجغرافيا والتاريخ) والقواعد المتحركة (تشكّلات الثقافة، الحروب، الاقتصاد).

أخيراً، يجب على الباحث في المجتمع والسياسة أن لا يقع في فخ الحتميات أو النظر من الزوايا الأحادية. وما نقصده، هو الخطأ الذي يقع فيه الباحث في تحليل ظاهرة معينة من وجهة النظر السياسية أو الجغرافيّة أو الاقتصادية أو النفسية. بل يتوجب علينا أن ننظر من جميع الزوايا للوصول إلى الفهم الأدق للظواهر السياسية والمجتمعية.